غيم أسود

تحضير نص غيم أسود

يحكي نص غيم أسود، عن بلدة منكوبة لم يكفها الخراب الاقتصادي، بل اجتاحها أيضاً
وباء غامض، اختلف الناس في تسميته بين الهواء الأصفر والطاعون والجوع. المجاعة
تفتك بالجميع، والناس يعانون من أمراض الجلد مثل الجرب، فيما الأطفال يصابون
ببثور مؤلمة وأعراض مرضية خطيرة.

تسعى الأم جاهدة لتوفير ما يسد الرمق، فتخرج مع أطفالها للبحث عن أعشاب صالحة
للأكل مثل الحميضة، التي أعدت منها وجبة كانت بمثابة “خدعة غذائية يائسة” خلفت
الغثيان والإسهال.

رغم الضعف والتعب، تحاول الأم مقاومة اليأس والبحث عن مصدر آخر للطعام، إلا أن
المرض والإنهاك سيطرا على الأطفال، فبدأوا يذبلون كأغصان مقطوعة، صامتين، يلاحقون
أمهم بنظرات الوداع.

يبلغ المشهد ذروته عندما يصبح الموت قاب قوسين أو أدنى، ويغدو البرد والغيم
الأسود رمزاً لنهاية محتومة، حيث لا يبقى إلا انتظار النهاية في صمت ويأس.

تحضير نص غيم أسود

ملاحظة النص

• العنوان: «غيم أسود» تركيب وصفي، ينتمي إلى المعجم السكني، و دلاليا، يشير إلى
  إما معنى حقيقي أي مظهر طبيعي، أو إلى معنى مجازي يقصد به دخان ملوث، أو حالة
  نفسية حزينة مهمومة.
• بداية النص: «تلك البلدة المنكوبة بحريرها نكبت وباء أيضا»، تشير إلى إصابة
  البلدة بالوباء.
• نهاية النص: «ذلك الصباح كان غيم أسود، كان برد، و كنا شموعا صغيرة، أعقاب شموع
  صغيرة تؤنس و تتوشك أن تنطفئ»؛ تشمل عبارة العنوان و تفسره بالإشارة إلى المآل
  الذي أصبحت عليه أسرة الكاتب بعدما اشتد عليهم الوباء.
• نوعية النص و مجاله: نص سردي، مقتطف من سيرة ذاتية، و هو ينتمي إلى المجال
  السكاني.
• مصدر النص و صاحبه: النص مقتطف من مؤلَّف «بقايا صور» للكاتب السوري حنّا مينة
  (1924 – 2018)ن وهو روائي سوري وُلِدَ في مدينة اللاذقية. ساهم في تأسيس رابطة
  الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب. ويُعد من كبار كتاب الرواية العربية.
  وتتميز رواياته بالواقعية، منها: الشارع والعاصفة، الأنوسة البيضاء، حكاية
  بحار، نهاية رجل شجاع، الزرقاء في السحب، المصابيح الزرق…

بناء فرضية النص

انطلاقاً من مؤشرات النص الخارجية نفترض أن الكاتب سيحكي جزءاً من حياته عندما
أُصيبت بلدتهم بوباء.

فهم النص

الشرح اللغوي:

• مُحْرِزاً: محيصاً وحاجزاً مانعاً.
• الجَزَعُ: الخوف الشديد.
• وباء: مرض سريع الانتشار.
• الثُغُور: الحدود.
• المَكْدُود: المتعب والمنهك.
• ضارِعَةٌ: متوسِّلة.

الحدث العام:

سرد الكاتب ظروف معاناة أسرته من المجاعة والوباء.

تحليل النص

عناصر السرد:

الزمان:

1. زمان ماضٍ عام يعود إلى طفولة الكاتب.
2. زمان خاص وقت اشتداد انتشار الطاعون «كان عصراً تشرينياً بارداً».

المكان:

1. مكان عام: البلدة المنكوبة.
2. مكان خاص: البيت الطيني.

الشخصيات:

• رئيسية: أم الكاتب، الكاتب نفسه.
• ثانوية: الأخَتان، المختار، زوج الأخت الكبرى.

عناصر السرد

الأحداث:

• وصف معاناة أسرة السارد من المجاعة التي حلّت بالبلدة.
• جلب الأم مع أبنائها بعض الحشائش لإعداد وجبة لمقاومة الجوع والمرض.
• مرض الأطفال بسبب تناول الوجبة الحشيشية.
• الاستسلام للمرض انتظاراً للموت.

الوصف:

• وصف المختار الذي جنّ بفعل الوباء.
• وصف أجساد الأطفال بعد تمكن الجوع والمرض منها.

تركيب النص

في هذا النص السردي الذي يحمل عنوان «غيم أسود» والمنتمي للمجال السكاني،
والمقتطف من مؤلَّف «بقايا صور»، يسرد الكاتب السوري حنّا مينة الأحداث الأليمة
التي عاشتها أسرته عندما كان طفلاً، بعدما أُصيبت بلدتهم بالجوع والوباء، وكيف
قاوموا في البداية بفضل أمهم، ولكن عند اشتداد المرض وضعف أجسامهم، استسلموا
جميعاً في بيتهم الطيني لانتظار الموت.

والنص قيمة سكانية تتجلى في انتشار ظاهرة المجاعة والأوبئة، وما لها من تأثير
سلبي على الحياة الاجتماعية للسكان، قد يهدد حياة أعظم نسبة منهم.